کد مطلب:90502 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:337
اَلَّذی جَعَلَ الْمَوْتَ بَیْنَ خَلْقِهِ عَدْلاً، وَ أَنْعَمَ بِالْحَیَاةِ عَلَیْهِمْ فَضْلاً، فَأَحْیَا وَ أَمَاتَ، وَ قَدَّرَ الأَقْوَاتَ. أَحْكَمَهَا بِعِلْمِهِ تَقَدیراً، وَ أََتْقَنَهَا بِحِكْمَتِهِ تَدْبیراً، إِنَّهُ كَانَ خَبیراً بَصیراً. هُوَ الدّائِمُ بِلاَ فَنَاءٍ، وَ الْبَاقی إِلی غَیْرِ انْتِهَاءٍ. [صفحه 205] یَعْلَمُ مَا فِی الأَرْضِ وَ مَا فِی السَّمَاءِ، وَ مَا بَیْنَهُمَا وَ مَا تَحْتَ الثَّری. اَحْمَدُهُ بِخَالِصِ حَمْدِهِ الْمَخْزُونِ، بِمَا حَمِدَهُ بِهِ الْمَلاَئِكَةُ وَ النَّبِیُّونَ، حَمْداً لاَ یُحْصی لَهُ عَدَدٌ، وَ لاَ یَتَقَدَّمُهُ أَمَدٌ، وَ لاَ یَأْتِی بِمِثْلِهِ أَحَدٌ. أُؤْمِنُ بِهِ وَ أَتَوَكَّلُ عَلَیْهِ، وَ أَسْتَهْدیهِ وَ أَسْتَكْفیهِ، وَ أَسْتَقْضیهِ بِخَیْرٍ وَ أَسْتَرْضیهِ. وَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَریكَ لَهُ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ[1]. بَعَثَهُ حینَ لاَ عَلَمٌ قَائِمٌ، وَ لاَ مَنَارٌ سَاطِعٌ، وَ لاَ مَنْهَجٌ وَاضِحٌ. أَرْسَلَهُ بِالْهُدی وَ دینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدّینِ كُلَّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ[2]. صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ[3]. أُوصیكُمْ، عِبَادَ اللَّهِ، بِتَقْوَی اللَّهِ، وَ أُحَذِّرُكُمُ الدُّنْیَا، فَإِنَّ عَیْشَهَا قَصیرٌ، وَ خَیْرَهَا یَسیرٌ، وَ إِنَّ[4] هَا دَارُ شُخُوصٍ، وَ مَحَلَّةُ تَنْغیصٍ، سَاكِنُهَا ظَاعِنٌ، وَ قَاطِنُهَا بَائِنٌ. تَمیدُ بِأَهْلِهَا مَیَدَانَ السَّفینَةِ تُصَفِّقُهَا[5] الْعَوَاصِفُ فی لُجَجِ الْبِحَارِ. فَمِنْهُمُ الْغَرِقُ الْوَبِقُ. وَ مِنْهُمُ النَّاجی عَلی مُتُونِ[6] الأَمْوَاجِ، تَحْفِزُهُ الرِّیَاحُ بِأَذْیَالِهَا، وَ تَحْمِلُهُ عَلی أَهْوَالِهَا[7]. فَمَا غَرِقَ مِنْهَا فَلَیْسَ بِمُسْتَدْرَكٍ، وَ مَا نَجَا مِنْهَا فَإِلی مَهْلِكٍ. عِبَادَ اللَّهِ، الآنَ[8] فَاعْمَلُوا، وَ الأَلْسُنُ مُطْلَقَةٌ، وَ الأَبْدَانُ صَحیحَةٌ، وَ الأَعْضَاءُ لَدْنَةٌ، وَ الْمُنْقَلَبُ[9] فَسیحٌ، وَ الْمَجَالُ عَریضٌ، قَبْلَ إِرْهَاقِ[10] الْفَوْتِ وَ حُلُولِ الْمَوْتِ. [صفحه 206] فَحَقِّقُوا[11] عَلَیْكُمْ نُزُولَهُ، وَ لاَ تَنْتَظِرُوا[12] قُدُومَهُ. أَیُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الدُّنْیَا لَیْسَتْ لَكُمْ بِدَارٍ، وَ لاَ مَحَلِّ قَرَارٍ، وَ إِنَّمَا أَنْتُمْ فیهَا كَرَكْبٍ عَرَّسُوا فَأَنَاخُوا، ثُمَّ اسْتَقَلُّوا فَغَدَوْا وَ رَاحُوا، دَخَلُوا خِفَافاً وَ رَاحُوا خِفَافاً، لَمْ یَجِدُوا عَمَّا مَضی نُزُوعاً، وَ لاَ إِلی مَا تَرَكُوا رُجُوعاً. جُدَّ بِهِمْ فَجَدُّوا، وَ رَكَنُوا إِلَی الدُّنْیَا فَمَا اسْتَعَدُّوا، حَتَّی أُخِذَ بِكَظْمِهِمْ، وَ خَلَصُوا إِلی دَارِ قَوْمٍ جَفَّتْ أَقْلاَمُهُمْ، وَ لَمْ یَبْقَ مِنْ أَكْثَرِهِمْ خَبَرٌ وَ لاَ أَثَرٌ. قَلَّ فِی الدُّنْیَا لَبْثُهُمْ، وَ عُجِّلَ إِلَی الآخِرَةِ بَعْثُهُمْ، فَأَصْبَحْتُمْ حُلُولاً فی دِیَارِهِمْ، ظَاعِنینَ عَلی آثَارِهِمْ، وَ الْمَطَایَا تَسیرُ بِكُمْ سَیْراً، مَا فیهِ أَیْنٌ وَ لاَ تَفْتیر. نَهَارُكُمْ بِأَنْفُسِكُمْ دَؤُوبٌ، وَ لَیْلُكُمْ بِأَرْوَاحِكُمْ ذَهُوبٌ. فَأَصْبَحْتُمْ تَحُلُّونَ مِنْ حَالِهِمْ حَالاً، وَ تَحْتَذُونَ مِنْ مَسْلَكِهِمْ مِثَالاً، فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الْحَیَاةُ الدُّنْیَا وَ لاَ یَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ[13]. فَإِنَّمَا أَنْتُمْ فیهَا سَفْرٌ حُلُولٌ، وَ الْمَوْتُ بِكُمْ نُزُولٌ، تَنْتَضِلُ فیكُمْ مَنَایَاهُ، وَ تَمْضی بِأَخْبَارِكُمْ مَطَایَاهُ، إِلی دَارِ الثَّوَابِ وَ الْعِقَابِ، وَ الْجَزَاءِ وَ الْحِسابِ[14]. فَ رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً[15] سَمِعَ حُكْماً فَوَعی، وَ دُعِیَ إِلی رَشَادٍ فَدَنَا، وَ أَخَذَ بِحُجْزَةِ هَادٍ فَنَجَا. رَاقَبَ رَبَّهُ، وَ خَافَ ذَنْبَهُ، وَ قَدَّمَ[16] خَالِصاً، وَ عَمِلَ صَالِحاً. إِكْتَسَبَ[17] مَذْخُوراً، وَ اجْتَنَبَ مَحْذُوراً. [صفحه 207] رَمی غَرَضاً، وَ أَحْرَزَ عِوَضاً. كَابَرَ[18] هَوَاهُ، وَ كَذَّبَ مُنَاهُ. حَذِرَ أَجَلاً، وَ رَتَّبَ عَمَلاً. وَ رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً زَمَّ نَفْسَهُ مِنَ التَّقْوی بِزِمَامٍ، وَ أَلْجَمَهَا مِنْ خَشْیَةِ رَبِّهَا بِلِجَامٍ، فَقَادَهَا إِلَی الطَّاعَةِ بِزِمَامِهَا، وَ كَبَحَهَا عَنِ الْمَعْصِیَةِ بِلِجَامِهَا، رَافِعاً إِلَی الْمَعَادِ طَرْفَهُ، مُتَوَقِّعاً فی كُلِّ آنٍ حَتْفَهُ. دَائِمَ الْفِكْرِ، طَویلَ السَّهَرِ. عَزُوفاً عَنِ الدُّنْیَا سَئِماً، كَدُوحاً لآخِرَتِهِ مُتَحَافِظاً. وَ رَحِمَ اللَّهُ امْرَءاً[19] جَعَلَ الصَّبْرَ مَطِیَّةَ نَجَاتِهِ، وَ التَّقْوی عُدَّةَ وَفَاتِهِ، وَ دَوَاءَ أَدْوَائِهِ، فَاعْتَبَرَ وَ قَاسَ، وَ تَرَكَ الدُّنْیَا وَ النَّاسَ. یَتَعَلَّمُ لِلتَّفَقُّهِ وَ السَّدَادِ، وَ قَدْ وَقَّرَ قَلْبَهُ ذِكْرَ الْمَعَادِ[20]. رَكِبَ الطَّریقَةَ الْغَرَّاءَ، وَ لَزِمَ الْمَحَجَّةَ الْبَیْضَاءَ. وَ رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً[21] اغْتَنَمَ الْمَهَلَ، وَ بَادَرَ الأَجَلَ، وَ تَزَوَّدَ مِنَ الْعَمَلِ، وَ طَوی مِهَادَهُ، وَ هَجَرَ وِسَادَهُ، مُنْتَصِباً عَلی أَطْرَافِهِ، دَاخِلاً فی أَعْطَافِهِ، خَاشِعاً للَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، یُرَاوِحُ بَیْنَ الْوَجْهِ وَ الْكَفَّیْنِ. خَشُوعٌ فِی السِّرِّ لِرَبِّهِ، لِدَمْعِهِ صَبیبٌ، وَ لِقَلْبِهِ وَجیبٌ. شَدیدَةٌ أَسْبَالُهُ، وَ تَرْتَعِدُ مِنْ خَوْفِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْصَالُهُ. قَدْ عَظُمَتْ فیمَا عِنْدَ اللَّهِ رَغْبَتُهُ، وَ اشْتَدَّتْ مِنْهُ رَهْبَتُهُ، رَاضِیاً بِالْكَفَافِ مِنْ أَمْرِهِ. یُظْهِرُ دُونَ مَا یَكْتُمُ، وَ یَكْتَفی بِأَقَلَّ مِمَّا یَعْلَمُ. أُولئِكَ وَ دَائِعُ اللَّهِ فی بِلاَدِهِ، الْمَدْفُوعُ بِهِمْ عَنْ عِبَادِهِ. لَوْ أَقْسَمَ أَحَدُهُمْ عَلَی اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ لأَبَرَّهُ، أَوْ دَعَا عَلی أَحَدٍ لَنَصَرَهُ. یَسْمَعُ اللَّهُ مُنَاجَاتَهُ إِذَا نَاجَاهُ، وَ یَسْتَجیبُ لَهُ إِذَا دَعَاهُ. [صفحه 208] جَعَلَ اللَّهُ الْعَاقِبَةَ لِلتَّقْوی وَ الْجَنَّةَ لأَهْلِهَا مَأْوی. دُعَاؤُهُمْ فیهَا أَحْسَنُ الدُّعَاءِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ[22]. دُعَاؤُهُمُ الْمَوْلی عَلی مَا أَتَاهُمْ: وَ آخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمینَ[23].
بِسْمِ اللَّهِ الرِحْمنِ الرَحِیم اَلْحَمْدُ للَّهِ الْخَافِضِ الرّافِعِ، الضّارِّ النّافِعِ، الْجَوَادِ الْوَاسِعِ؛ الْجَلیلِ ثَنَاؤُهُ، الصّادِقَةِ أَسْمَاؤُهُ، الْمُحیطِ بِالْغُیُوبِ، وَمَا یَخْطُرُ عَلَی الْقُلُوبِ.
صفحه 205، 206، 207، 208.
و نسخة عبده ص 179. و نسخة الصالح ص 103. و نسخة العطاردی ص 70 عن شرح فیض الإسلام.